الأربعاء، 12 مايو 2010

تقرير :"أتليتكو" الشرق الأوسط يلعب للقسم الثالث.. و"الأموال" تسيطر علي الدوري المصري


الأربعاء: 12 مايو 2010

سموحة صعد للممتاز



البقاء للأصلح، نظرية أطلقها الفليسوف "داروين" قبل مائة عام تقريباً، ويبدو أن الدوري المصري بات بالفعل حكراً للأقوي مادياً فقط، وذلك بعد تأهل ثلاثة فرق في الموسم الجديد من أندية الشركات والأموال وهي نادي مصر المقاصة التابع لشركة تحمل ذات الاسم، ونادي وادي دجلة المملوك لرجل الأعمال ماجد سامي، ونادي سموحة الذي يرأس مجلس إدارته محمد فرج عامر رجل الأعمال الشهير وصاحب مجموعة شركات "فرجللو"، وللمصادفة فجميعهم يصعد للمرة الأولي. لا عزاء إذن للتاريخ والشعبية، فنادي السكة الحديد أقدم ناد في الشرق الأوسط والذي تأسس عام 1903 وهو ذات تاريخ تأسيس نادي أتليتكو مدريد الإسباني، هبط لدوري القسم الثالث بالرغم من زعامته لأندية مصر، فيما حافظ الأوليمبي السكندري ثاني أقدم ناد في مصر والذي تأسس عام 1905 علي مقعده بمنطقة الوسط بدوري القسم الثاني. أندية الأموال الكبيرة باتت بالفعل تسيطر علي الدوري المصري بعد اقتراب فريق الجونة المملوك لرجل الأعمال سميح ساويرس من البقاء بالدوري، وسيطرة رجال الأعمال علي إدارة معظم أندية الدوري الممتاز. وإذا ما أردنا تقسيم الأندية في الموسم الجديد، باعتبار هبوط الغزل والمنصورة والبترول، فإن أندية الأهلي والاسماعيلي تقف في منطقة واحدة، حيث يترأس مجلس إداراتها رجال أعمال لا يدعمون الفريق بأموالهم الخاصة، وإن كان الأهلي أقوي حالاً نظراً لموارده الضخمة، فإن الاسماعيلي بات مهدداً في ظل طوفان الأموال الذي سيطر علي الدوري المصري بين موسم والآخر، وحرم أندية شعبية كبيرة من التأهل مرة أخري للممتاز. أندية انبي وبتروجيت واللذان ينتميان لوزارة البترول ذات الموارد الضخمة، لن يجدا أي صعوبة في تدعيم صفوفهم، في ظل السياسة التي يتبعها السيد الوزير، وهو ذات الحال بالنسبة لأندية حرس الحدود وطلائع الجيش والانتاج الحربي والتي تنتمي للمؤسسة العسكرية، ونادي اتحاد الشرطة، ونادي المقاصة التابع لإحدي شركات الأموال ويرأسه نائب رئيس البورصة المصرية. ويقف نادي المقاولون العرب وحيداً بين أندية تصرف إداراتها ببذخ لتدعيم صفوفها، وأندية أخري تنتمي لهيئات لها ثقلها المالي، وهو الفريق الذي يصارع في الوقت ذاته طيلة المواسم الأخيرة بهدف البقاء في الممتاز، والذي قد يهبط بالفعل الموسم المقبل في ظل هذه الخلفيات. وأخيراً يسيطر رجال الأعمال علي رئاسة الأندية المتبقية في الدوري، فالملياردير ممدوح عباس يرأس الزمالك، والمليونير كامل أبو علي يرأس المصري البورسعيدي، ورجل الأعمال محمد مصيلحي يرأس بدوره نادي الاتحاد السكندري، ومحمد فرج عامر لنادي سموحة وماجد سامي لنادي وادي دجلة وسميح ساويرس لنادي الجونة. قائمة أخري لأندية الشركات ما زالت في انتظار دورها إلي الممتاز، ففي الصعيد تنافس علي الصعود هذا الموسم فرق تليفونات بني سويف وجراند حياة، وأسوان الذي بدأ قوياً بمساندة أحد رجال الأعمال الذي دعم الفريق بصفوف لاعبين برازيليين، ومدير فني حصل علي لقب الأفضل في البرازيل منذ عدة سنوات. وفي مجموعة القاهرة، تنافست أندية لشركات أيضاً، وهي أندية المصرية للاتصالات الهابط الموسم الماضي، والداخلية التابع لمؤسسة الشرطة، وجاسكو التابع لهيئة البترول. وفي مجموعة بحري كانت المنافسة بعيدة، وإن كان الأقرب أندية الكروم والبلدية والأوليمبي. والمتتبع للأعوام الأخيرة، يجد أن أندية كبيرة اندثرت في دهاليز دوري المظاليم، مثل الشرقية وسكة حديد سوهاج ومزارع دينا وجولدي وسوهاج وأوليمبي القناة وأسمنت أسيوط والكروم وطنطا وأسمنت السويس والألومنيوم، وغيرها، وبطبيعة الحال فالسبب معروف، وهو الدعم المالي الضخم الذي بات يتطلبه النشاط الرياضي في هذه الأيام. كل ماسبق يدعونا للمناداة مجدداً بضرورة تحويل الأندية الرياضية المصرية إلي شركات مساهمة لها أسهم يمتلكها الجمهور، وذلك للحفاظ علي الأندية الشعبية وتحقيق عوائد مادية ضخمة، فضلاً عن التفكير بجدية في وسائل جديدة لاستثمار صناعة كرة القدم المصرية، وتحقيق أرباح تقترب من التي نسمعها ليل نهار في الدوريات الأوروبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقرأ ايضا :

Related Posts with Thumbnails